أذكر لكم قولاً "رائعاً" للرجل العظيم، مؤسس الدولة الاسلامية كمؤسسات، ونظم، وقوانين، وادارة، ومرجعيات ادارية، الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول هذا الرجل الاستثنائي ما معناه.
"... يعجبني الرجل حتى يتكلم، فاما ارتفع عندي، أو سقط من عيني." اذن :
الرجل كلمة، والكلمة هي الرجل.
والكلمة كالرصاصة تماما هي ملكنا، في دائرة تحكمنا، وإراداتنا، وعقلنا - ايضا - فاذا انطلقت الكلمة من افواهنا اصبحت من حق التاريخ، وفي ذاكرة الناس، لا احد يستطيع ان يفرض على افواههم اقفالا في تقويمها، وتحليل أبعادها، وتوظيفها في سياقات الاستنتاجات، والأفكار، والقراءات، واطلاق احكام الادانات، أو البراءات، أو سوء النوايا، أو حسن الطوية، وفي السياسة لا يتوفر حسن النية ان لم نقل في المطلق، ففي الاغلب على الاقل . والمثل يقول: سوء الظن من حسن الفطن.
واعود - ايضا - إلى الرجل العظيم عمر حيث يقول:
"لست بالخب ولا الخب يخدعني" واعود - ايضا - إلى الكلمة، اذ ان مفعولها، وتأثيرها، وامتداد ألمها. أقسى، وأشد وجعاً وألماً من مفعول الرصاصة، الرصاصة تقتل، لكن الكلمة تفتح جرحاً نازفاً كفوهة بركان من الصعب جدا تقطيبه، والشفاء من مضاعفات آلامه.
ومع ايماني وقناعتي بأن الثقافة سلوك اجتماعي، وفكري، وحياتي، وممارسة حضارية في التعامل والتعاطي مع الآخرين في كل تفاصيل حياتنا.إلا أنني أرفض الاهانة، وأثور من اجل الكرامة التي هي أعز ما يملك الانسان، وأتماهى مع مكونات ارثي التربوي الذي تعلمته ، وأبسط ما تعلمه من عائلتي، حيث لا خديعة، ولا مراوغة، ولا زيف، ولا ابتزاز، ولا اي نوع من السلوكيات التي تخفي وراءها الخبث، والتصنع، وانتظار لحظة الطعن من الخلف.
هذا في مفهوم قناعتي . وعلى مستوى التعاطي الشخصي مع مسألة السلوك الحياتي.
اما كمواطن عربي ، أعتز بعروبتي حتى النخاع، ولا متاجرة أو مزايدة، وانما تكوين داخل الجينات، وإرث لا يقبل المفاصلة، أو المجادلة، أو المساومة، - أعتز بهذا الانتماء، والهوية، والجذر التاريخي والنضالي.
و أختم و أقول أن
الرجولة خُلق غير مقيدة بجنس أو انتماء لبداوة أو حضارة.)